fqallaf
بـترولـي نشيط
الرؤية المرشدة
د. طارق محمد السويدان
مجلة عالم الإبداع
يحاول أصحاب الشركات والمنظمات عندما يضعون أو يفكرون في وضع رؤية مرشدة أن يركزوا على منظمتهم أو شركتهم التي يقودونها، وهم يعملون الفكر في أهداف المنظمة ومنتجاتها ويبحثون في وضع السوق والمنافسين سعياً وراء إيجاد رؤية مرشدة للمنظمة.
وكل ذلك أمور طيبة يجب القيام بها عند وضع الرؤية المرشدة، ولكن الخطوة الأهم والتي يجب أن تسبق كل هذا هي وضع رؤية مرشدة لحياتك أنت.
فقبل أن تفكر في وضع رؤية مرشدة لمنظمتك عليك أن تملك رؤية مرشدة واضحة لحياتك، وفهم أفضل لقيمك واحتياجاتك وتوقعاتك وآمالك وأحلامك.
والوصول إلى رؤية مرشدة تتمثل كل هذه الاحتياجات والتوقعات والأحلام يحتاج إلى أن يكون المرء صادقاً مع نفسه، أميناً جداً في فهمه لنفسه ولما يريد أن يكون.
إذ أن المعرفة الحقيقية للنفس هي مفتاح تحديد الهدف والاتجاه في الحياة، وهي المنظار الذي يتم من خلاله تحديد رؤية الإنسان ومساره، كما أن من لا يعرف نفسه لا يستطيع أن يدعي أنه يعرف الآخرين.
فكيف تحدد رؤية مرشدة لغيرك -بشراً ومنظمات- وأنت عاجز عن تحديدها لنفسك؟ إننا يجب أن نكون حذرين فلا نقع في الفخ الذي أوقع الشاعر المشهور الطرماح بين حكيم الطائي نفسه فيه عندما قعد للناس وقال: اسألوني عن الغريب، وقد أحكمته كله –أي غريب اللغة- وكان في ذلك صادقاً. فقال له رجل: ما معنى الطرماح؟ فلم يعرفه. فقد عرف الطرماح كل غريب، لكنه نسي القريب وانصرف عنه، بل وأقرب شيء إليه وهو اسمه.
وإليك بعض الخطوات المقترحة للوصول إلى رؤية مرشدة لنفسك ومنظمتك:
أولاً: البيئة الهادئة:- ابحث عن بيئة هادئة ومنعزلة وابتعد عن أي نشاط يومي لتتمكن من التأمل الجاد. ويمكنك أن تذهب مثلاً إلى مكان عبادة أو إلى شاطئ البحر أو للمنتزه، حيث تكون محاطاً بصوت العصافير والأمواج والنباتات وغيرها من الأصوات الهادئة المريحة.
ثانياً: التأمل في المراحل الأولى لحياتك:- تأمل في طفولتك المبكرة، وانظر كيف تشكلت حياتك. ابحث عن السلوكيات المتكررة والدوافع والقيم التي لديك والناتجة عن الطريقة التي تربيت بها.
ثالثاً: التأمل في سير أنشطتك:- فكر في طريقة سير حياتك وأهم نشاطاتك ووظائفك بترتيب زمني، وأدرج المهارات والمواهب التي اكتسبتها خلال انتقالك في الحياة. صنف هذه المهارات حسب نوعها وتأمل:
- ما هي المهارات والمواهب التي استمتعت باستعمالها؟
- في أي المجالات تفوقت؟ وما الذي كان سهلاً عليك؟
رابعاً: سماع الضمير الداخلي:- فكر في لحظات حياتك التي قمت فيها باتخاذ قرارات لم تبدو منطقية أو ملائمة في ذلك الوقت، مع أنك شعرت بصحتها. ماذا تخبرك هذه الفترات من الحدس والحس الداخلي والإدراك عن اهتماماتك الحقيقية؟
خامساً: الأثر المتروك:- إسأل نفسك ما الذي سأفعله حتى لو لم أكن أحصل على مقابل؟ ما الذي أحلم بعمله؟ وما هي رغباتي؟ ما الذي سأفعله إن بقي لي ستة أشهر فقط على قيد الحياة؟ أو لو كنت سأعيش بصحة جيدة مدة مائة عام.
ستساعدك هذه الخطوات المقترحة إن شاء الله على تحديد رؤية مرشدة لنفسك تكون منطلقاً لك في تحديد رؤية مرشدة لعملك ومنظمتك.
د. طارق محمد السويدان
مجلة عالم الإبداع
يحاول أصحاب الشركات والمنظمات عندما يضعون أو يفكرون في وضع رؤية مرشدة أن يركزوا على منظمتهم أو شركتهم التي يقودونها، وهم يعملون الفكر في أهداف المنظمة ومنتجاتها ويبحثون في وضع السوق والمنافسين سعياً وراء إيجاد رؤية مرشدة للمنظمة.
وكل ذلك أمور طيبة يجب القيام بها عند وضع الرؤية المرشدة، ولكن الخطوة الأهم والتي يجب أن تسبق كل هذا هي وضع رؤية مرشدة لحياتك أنت.
فقبل أن تفكر في وضع رؤية مرشدة لمنظمتك عليك أن تملك رؤية مرشدة واضحة لحياتك، وفهم أفضل لقيمك واحتياجاتك وتوقعاتك وآمالك وأحلامك.
والوصول إلى رؤية مرشدة تتمثل كل هذه الاحتياجات والتوقعات والأحلام يحتاج إلى أن يكون المرء صادقاً مع نفسه، أميناً جداً في فهمه لنفسه ولما يريد أن يكون.
إذ أن المعرفة الحقيقية للنفس هي مفتاح تحديد الهدف والاتجاه في الحياة، وهي المنظار الذي يتم من خلاله تحديد رؤية الإنسان ومساره، كما أن من لا يعرف نفسه لا يستطيع أن يدعي أنه يعرف الآخرين.
فكيف تحدد رؤية مرشدة لغيرك -بشراً ومنظمات- وأنت عاجز عن تحديدها لنفسك؟ إننا يجب أن نكون حذرين فلا نقع في الفخ الذي أوقع الشاعر المشهور الطرماح بين حكيم الطائي نفسه فيه عندما قعد للناس وقال: اسألوني عن الغريب، وقد أحكمته كله –أي غريب اللغة- وكان في ذلك صادقاً. فقال له رجل: ما معنى الطرماح؟ فلم يعرفه. فقد عرف الطرماح كل غريب، لكنه نسي القريب وانصرف عنه، بل وأقرب شيء إليه وهو اسمه.
وإليك بعض الخطوات المقترحة للوصول إلى رؤية مرشدة لنفسك ومنظمتك:
أولاً: البيئة الهادئة:- ابحث عن بيئة هادئة ومنعزلة وابتعد عن أي نشاط يومي لتتمكن من التأمل الجاد. ويمكنك أن تذهب مثلاً إلى مكان عبادة أو إلى شاطئ البحر أو للمنتزه، حيث تكون محاطاً بصوت العصافير والأمواج والنباتات وغيرها من الأصوات الهادئة المريحة.
ثانياً: التأمل في المراحل الأولى لحياتك:- تأمل في طفولتك المبكرة، وانظر كيف تشكلت حياتك. ابحث عن السلوكيات المتكررة والدوافع والقيم التي لديك والناتجة عن الطريقة التي تربيت بها.
ثالثاً: التأمل في سير أنشطتك:- فكر في طريقة سير حياتك وأهم نشاطاتك ووظائفك بترتيب زمني، وأدرج المهارات والمواهب التي اكتسبتها خلال انتقالك في الحياة. صنف هذه المهارات حسب نوعها وتأمل:
- ما هي المهارات والمواهب التي استمتعت باستعمالها؟
- في أي المجالات تفوقت؟ وما الذي كان سهلاً عليك؟
رابعاً: سماع الضمير الداخلي:- فكر في لحظات حياتك التي قمت فيها باتخاذ قرارات لم تبدو منطقية أو ملائمة في ذلك الوقت، مع أنك شعرت بصحتها. ماذا تخبرك هذه الفترات من الحدس والحس الداخلي والإدراك عن اهتماماتك الحقيقية؟
خامساً: الأثر المتروك:- إسأل نفسك ما الذي سأفعله حتى لو لم أكن أحصل على مقابل؟ ما الذي أحلم بعمله؟ وما هي رغباتي؟ ما الذي سأفعله إن بقي لي ستة أشهر فقط على قيد الحياة؟ أو لو كنت سأعيش بصحة جيدة مدة مائة عام.
ستساعدك هذه الخطوات المقترحة إن شاء الله على تحديد رؤية مرشدة لنفسك تكون منطلقاً لك في تحديد رؤية مرشدة لعملك ومنظمتك.