بعد التحسينات
تتمة لمقالي السابق، والذي تحدثت فيه مع مجموعة من الشباب عن موضوعات عدة، منها: غياب العدالة، الحسد، سوء أداء الموظف الحكومي. وللتنبيه، عندما أقول «نحن» فأنا أعني جميع الفئات غير المقربة من السلطة والقرار...
تابعت حديثي: أما بالنسبة للحسد، فنحن من يتهمكم به، لا العكس. قارنوا قيمة المديونيات الصعبة بقيمة فوائد القروض، لتعرفوا من يحسد من، ثم انظروا إلى الحكومة (والحكومة هي أنتم، بالمشرمح) واستعانتها بخبير البنك الدولي عندما أراد موظفو الكويت مساواتهم بنظرائهم في الخليج، بينما لم تستعن الحكومة بالأخ هذا ولا غيره للنظر في طريقة تعامل التجار مع مشاريع الـ «بي أو تي»، وهل هي صحيحة أم مخالفة. وانظروا كذلك إلى وثيقة الجنسية الكويتية التي ألبستموها لباس تذكرة السفر: درجة أولى، رجال أعمال، سياحية! فوقيتكم وحسدكم هما السبب. أقول هذا وأنا من ركاب الدرجة الأولى. (وبالمناسبة، ليت الفاضل أحمد باقر يستفتي عميد كلية الشريعة في قضية تصنيف البشر إلى درجات، جزاه الله عنا خير الجزاء)... أنتم لم تكتفوا بالحسد فقط، وإنما أضفتم عليه بعض التحسينات: «الجشع، والبخل». فظهر بشكل جديد. نيو لوك! الجشع أدلته متناثرة على يمين الطريق ويساره، لا يحتاج إلى أدلة، أما البخل، فيكفي أنكم رغم كل ما حصلتم عليه من الحكومة، لم تتبرعوا لأبناء وطنكم كما يفعل أثرياء العالم مع أبناء بلدانهم. القليل منكم تبرع بحبة شعير. كان المفترض أن تعلنوا عن إنشاء صندوق بمئة أو مئتي مليون دينار، مثلا، كما فعل سمو الشيخ سالم العلي، شافاه الله. لكن وكما قيل: «وما ترجى السماحة من بخيل، وما في النار للظمآن ماءُ». يا أعزائي، إذا كانت غالبيتكم لم تتبرع حتى بالمنحة الأميرية، المئتي دينار، فمن الجنون أن نتوقع منكم تبرعا بمئتي مليون دينار.
أما عن سوء أداء الموظف الحكومي فالنظرية الإدارية واضحة ومعروفة: «لا تقل موظفين فاشلين، بل قل رئيسا فاشلا». والرؤساء أو الوزراء وكبار المسؤولين هم أنتم والشيوخ في الغالب الأعم (هذا أيضا يدخل في باب العدالة المشوهة أو الغائبة)، لكنكم والشيوخ (أكرر، في الغالب) لا تكترثوا بتطوير أداء الموظف الكويتي، بل على العكس، تحاربون الكفاءات خوفا على الكراسي. خذوا موظفي القطاع النفطي مثالا: شح في الدورات للكويتيين، واعتماد شبه كلي على الهنود والعرب! بلد ينتج النفط منذ أكثر من ستة عقود ولا يزال يعتمد على الوافدين في وظائفه الصغرى. كل هذا ولا تزال قيادات النفط تعيث دون حساب! هناك أيضا سبب مهم، تخيل أن تعمل بكفاءة ثم تفاجأ بموظف «رمّة، غبي، مسّاح جوخ» يترقى قبلك ويرأسك، إما لأنه ابن العائلة الفلانية أو لأنه محسوب على حدس التي سيطرت على مفاصل الدولة فكسّرتها... ثم بعد ذلك تجلسون في الشرفة لاحتساء القهوة وانتقاد أداء الموظف الكويتي. بكل براءة.
طال الحديث لكن أحدهم وجّه لي سؤالا اعتبرته الخاتمة: والحل؟ الحل هو أن يعاد توزيع الشاليهات والقسائم ومشاريع الـ «بي أو تي» وغيرها بعدالة، وأن يتم التوزير بناء على الكفاءة لا البطاقة المدنية، و، و، و... أما إذا كان ذلك صعبا، فلتسقط الفوائد الآن لنحافظ على الطبقة الوسطى في المجتمع، ولنبدأ بعدها بتطبيق العدالة من جديد.
غادرت ديوانيتهم وأنا أحدث نفسي: هذه النوعية من الشباب هي التي ستبني البلد. فقط كان لا بد من «مشرط توضيح الحقائق»... الكويت ستنهض. بكل تأكيد ستنهض بهؤلاء وأمثالهم.
***
تلقيت اتصالا من الوزير السابق بدر الحميضي، يحمل من العتب ما يحمل: لا تبخسوا الناس أشياءهم يا محمد. أنت ظلمتني! أنا ظلمتك يا «بو مشاري»؟ كيف؟... نعم ظلمتني لأنك لم تذكر بأن هجومي على النائب مسلّم البراك إنما كان ردّا على هجومه عليّ في جلسة البرلمان في اليوم نفسه، عندما اتهمني ببعض الاتهامات، صحيح أن البراك لم يذكر اسمي صراحة، لكنه قال «وزير المالية السابق»، وهو أنا، فكان لا بد من الرد عليه... قلت: أعتذر لك يا أبا مشاري، لم أتعمد ظلمك، وإنما حاولت توضيح سبب اعتذار النائب البراك عن حضور المناظرة، وأعدك بأن أرد لك حقك.
على أي حال، الفاضل بو حمود يعتقد بأن اعتذاره هو التصرف الأسلم، في حين أرى أنا أنه مخطئ، وقد بيّنت له رأيي هذا ساعتها، والآراء تختلف أحيانا... ومن قــــــال بأن الــــبراك معــــصـــــوم عن الخــطأ؟! هو بالتأكيد علامة فارقة في البرلمان من حيث الفعالية والكفاءة، وهو أحد الذين جعلوا اللصوص يعدّون للمليون قبل الإقدام على السرقة، بعدما كانوا يقضون أوقات فراغهم بجانب الخزينة.
محمد الوشيحي
..........................................................................
التقليق : هل تصل فينا الغيرة على نجاح موظف مجتهد بالعمل لننعته بأوصاف يعف عنها اللسان فقط لأن ينتمي لحدس او عائلة محترمة معروفه !. هذا الوصف ( رمة غبي مساح جوخ ) ؟؟؟؟؟.
تتمة لمقالي السابق، والذي تحدثت فيه مع مجموعة من الشباب عن موضوعات عدة، منها: غياب العدالة، الحسد، سوء أداء الموظف الحكومي. وللتنبيه، عندما أقول «نحن» فأنا أعني جميع الفئات غير المقربة من السلطة والقرار...
تابعت حديثي: أما بالنسبة للحسد، فنحن من يتهمكم به، لا العكس. قارنوا قيمة المديونيات الصعبة بقيمة فوائد القروض، لتعرفوا من يحسد من، ثم انظروا إلى الحكومة (والحكومة هي أنتم، بالمشرمح) واستعانتها بخبير البنك الدولي عندما أراد موظفو الكويت مساواتهم بنظرائهم في الخليج، بينما لم تستعن الحكومة بالأخ هذا ولا غيره للنظر في طريقة تعامل التجار مع مشاريع الـ «بي أو تي»، وهل هي صحيحة أم مخالفة. وانظروا كذلك إلى وثيقة الجنسية الكويتية التي ألبستموها لباس تذكرة السفر: درجة أولى، رجال أعمال، سياحية! فوقيتكم وحسدكم هما السبب. أقول هذا وأنا من ركاب الدرجة الأولى. (وبالمناسبة، ليت الفاضل أحمد باقر يستفتي عميد كلية الشريعة في قضية تصنيف البشر إلى درجات، جزاه الله عنا خير الجزاء)... أنتم لم تكتفوا بالحسد فقط، وإنما أضفتم عليه بعض التحسينات: «الجشع، والبخل». فظهر بشكل جديد. نيو لوك! الجشع أدلته متناثرة على يمين الطريق ويساره، لا يحتاج إلى أدلة، أما البخل، فيكفي أنكم رغم كل ما حصلتم عليه من الحكومة، لم تتبرعوا لأبناء وطنكم كما يفعل أثرياء العالم مع أبناء بلدانهم. القليل منكم تبرع بحبة شعير. كان المفترض أن تعلنوا عن إنشاء صندوق بمئة أو مئتي مليون دينار، مثلا، كما فعل سمو الشيخ سالم العلي، شافاه الله. لكن وكما قيل: «وما ترجى السماحة من بخيل، وما في النار للظمآن ماءُ». يا أعزائي، إذا كانت غالبيتكم لم تتبرع حتى بالمنحة الأميرية، المئتي دينار، فمن الجنون أن نتوقع منكم تبرعا بمئتي مليون دينار.
أما عن سوء أداء الموظف الحكومي فالنظرية الإدارية واضحة ومعروفة: «لا تقل موظفين فاشلين، بل قل رئيسا فاشلا». والرؤساء أو الوزراء وكبار المسؤولين هم أنتم والشيوخ في الغالب الأعم (هذا أيضا يدخل في باب العدالة المشوهة أو الغائبة)، لكنكم والشيوخ (أكرر، في الغالب) لا تكترثوا بتطوير أداء الموظف الكويتي، بل على العكس، تحاربون الكفاءات خوفا على الكراسي. خذوا موظفي القطاع النفطي مثالا: شح في الدورات للكويتيين، واعتماد شبه كلي على الهنود والعرب! بلد ينتج النفط منذ أكثر من ستة عقود ولا يزال يعتمد على الوافدين في وظائفه الصغرى. كل هذا ولا تزال قيادات النفط تعيث دون حساب! هناك أيضا سبب مهم، تخيل أن تعمل بكفاءة ثم تفاجأ بموظف «رمّة، غبي، مسّاح جوخ» يترقى قبلك ويرأسك، إما لأنه ابن العائلة الفلانية أو لأنه محسوب على حدس التي سيطرت على مفاصل الدولة فكسّرتها... ثم بعد ذلك تجلسون في الشرفة لاحتساء القهوة وانتقاد أداء الموظف الكويتي. بكل براءة.
طال الحديث لكن أحدهم وجّه لي سؤالا اعتبرته الخاتمة: والحل؟ الحل هو أن يعاد توزيع الشاليهات والقسائم ومشاريع الـ «بي أو تي» وغيرها بعدالة، وأن يتم التوزير بناء على الكفاءة لا البطاقة المدنية، و، و، و... أما إذا كان ذلك صعبا، فلتسقط الفوائد الآن لنحافظ على الطبقة الوسطى في المجتمع، ولنبدأ بعدها بتطبيق العدالة من جديد.
غادرت ديوانيتهم وأنا أحدث نفسي: هذه النوعية من الشباب هي التي ستبني البلد. فقط كان لا بد من «مشرط توضيح الحقائق»... الكويت ستنهض. بكل تأكيد ستنهض بهؤلاء وأمثالهم.
***
تلقيت اتصالا من الوزير السابق بدر الحميضي، يحمل من العتب ما يحمل: لا تبخسوا الناس أشياءهم يا محمد. أنت ظلمتني! أنا ظلمتك يا «بو مشاري»؟ كيف؟... نعم ظلمتني لأنك لم تذكر بأن هجومي على النائب مسلّم البراك إنما كان ردّا على هجومه عليّ في جلسة البرلمان في اليوم نفسه، عندما اتهمني ببعض الاتهامات، صحيح أن البراك لم يذكر اسمي صراحة، لكنه قال «وزير المالية السابق»، وهو أنا، فكان لا بد من الرد عليه... قلت: أعتذر لك يا أبا مشاري، لم أتعمد ظلمك، وإنما حاولت توضيح سبب اعتذار النائب البراك عن حضور المناظرة، وأعدك بأن أرد لك حقك.
على أي حال، الفاضل بو حمود يعتقد بأن اعتذاره هو التصرف الأسلم، في حين أرى أنا أنه مخطئ، وقد بيّنت له رأيي هذا ساعتها، والآراء تختلف أحيانا... ومن قــــــال بأن الــــبراك معــــصـــــوم عن الخــطأ؟! هو بالتأكيد علامة فارقة في البرلمان من حيث الفعالية والكفاءة، وهو أحد الذين جعلوا اللصوص يعدّون للمليون قبل الإقدام على السرقة، بعدما كانوا يقضون أوقات فراغهم بجانب الخزينة.
محمد الوشيحي
..........................................................................
التقليق : هل تصل فينا الغيرة على نجاح موظف مجتهد بالعمل لننعته بأوصاف يعف عنها اللسان فقط لأن ينتمي لحدس او عائلة محترمة معروفه !. هذا الوصف ( رمة غبي مساح جوخ ) ؟؟؟؟؟.