نصيحة للمسئولين (توظيف الابناء في العقود)

old days

بـترولـي جـديـد
بسم الله الرحمن الرحيم ,,

الموضوع أولا نصيحة, و أتمنى أن يتسع صدر إخوتي المسئولين لكل ما سأقوله و أن يراقبوا الله عز وجل في هذا الموضوع.

الموضوع هو توظيف أشخاص محسوبين على المسئولين في عقود المقاولة وأخذ رواتب بدون عمل فقط ليحقق المقاول نسبة التكويت المطلوبة و يكسب فيها المسئول. لا أعلم منذ متى وجدت هذه الظاهرة و ربما تكون بدأت مع قانون دعم العمالة.

ولله إني أحسن الظن في إخواني المسؤولين و اتمنى من كل قلبي ان يكون مادفعهم الى هذا العمل هو جهلهم بحرمته!


فإنها منافيه للأمانة والأمانه من أهم الصفات في الرجل المسؤول والأمانه وهي أداء الحقوق والتعفف عما ليس له

بحق ، إذن أداء الحق وترك ما ليس له به حق ، وكما أن القوة لا تكفي وحدها فالأمانة أيضاً لا تكفي وحدها ، بل لا بد

للقوة والأمانة معاً ، فكم من رجل قوي وحازم ومؤدٍ للعمل ، إلا أنه أمام المال ضعيف ، فيأخذ ما لا حق له فيه

ويستعمل الممتلكات العامة في أغراض خاصة ، ربما استخدم صلاحياته في خارج حدودها ، أو يزيد في الفواتير مثلاً

مبالغ غير مذكورة ونحو ذلك ، وهذا كله حرام وخطير ، فأيما جسد نبت على سحت فالنار أولى به ، والنبي  ، يقول :

(( لا إيمان لمن لا أمانة له )) وإذا وكل غير الأمناء والأقوياء على الوظائف حصل الخلل في المؤسسات وفي الوزارات

وفي سائر أعمال الولايات ، (( وإذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )) كما في صحيح البخاري . فاحذر إذن

أخي من استغلال وظيفتك لجر منفعة شخصية لك أو لقرابتك ، فإن التشبع من المال العام جريمة ، قال  : (( من

استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول )) فقد شدد الإسلام في ضرورة التعفف عن استغلال

المنصب وشدد في رفض المكاسب المشبوهة ، الله أكبر الله أكبر معاشر الأخوة والأخوات ، أنها الأمانة التي أبت

السماوات والأرض أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ، أنها الأمانة ، عند المسلم تـتجلى في أدق

معانيها التي ينبغي التـزامها ، فلا يجوز للموظف مثلاً استخدام أدوات العمل مهما كانت صغيرة في أموره الخاصة ،

فليس في الإسلام شيء صغير ، فقد قيل للنبي  : وأن كان قضيباً من أراك ؟ فقال  : (( وإن كان قضيباً من أراك ))

كما في صحيح مسلم . والله تعالى يقول :  فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره  سبحان

الله ، أنه ميـزان دقيق يزن مثاقيل الذر ، ومن قصد أخذ شيء من مكان عمله فيجب أن يكفر عنه بالتوبة إلى الله والندم

وعدم العودة إليه ، وأن يرجّع مثل ما أخذ إلى مؤسسته ، ولله در بعض سائقي السيارات الذين يصرفون وقوداً ببطاقات

يزيد بعض الشيء فيها لا تطالبهم إداراتهم به ولكنهم يسألون عنه تورعاً لدينهم وهي لا تساوي إلا القليل كقرشين

مثلاً أو نحوه ، ولكن لسان حالهم ، يقول : قرش وقرش ، وورقة وورقة ، حتى تكون شيئاًَ كثيراً فتخسر المؤسسة أو

الدولة شيئاً كثيراً بذهاب مثلها ، ولو لم تخسر ، كقول البعض : لا يضر الدولة هذا ، فهو دين وأمانة ، لا أعامل المخلوقين

أنا أتعامل مع الخالق جل وعلا ، هو دين وأمانة وحق عام ، ليس لأحد مهما كان حق في تملكه ، وليس لك حجة ، بأن

غيرك يأخذ ويسرق كما يردد بعض الضعفاء ، ليس لك حجة بأن فلان أو علان يأخذ ويسرق وأنه يأكل أكبر من هذا أو أكثر

من هذا ، اتق الله يا أخي :  كل نفس بما كسبت رهينة وهذا من حجج الشيطان ومداخله :  وإما ينـزغنك من

الشيطان نزغُ فاستعذ بالله أنه هو السميع العليم  لا تعالج الأخطاء بالأخطاء ، ما عهدنا هذا أصلاً من أصول تصيح

الأخطاء أو تربية الأمة أبداً ، أيما موظف أخذ هدية أو قبل تخفيضاً أو نحو هذا من جهات أو أفراد لهم علاقة لجهة عمله

من قريب أو بعيد فلينتبه وليحذر فإنها من الغلول الذي حذر منه النبي  ، ولا يجوز قبولها ، بحديث عبد الله بن اللتبيه ،

أن النبي  بعثه على صدقة فلما رجع ، قال : هذا لكم وهذا أهدي لي ، قال ، فقام رسول الله  تصحيح مباشر

للأخطاء على المنبر فقام  على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : (( ما بال عامل أبعثه ، فيقول : هذه لكم وهذا

أهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا ، والذي نفس محمد بيده لا ينال أحدكم

منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ، بعير له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر )) ثم رفع يديه –قال

الراوي : حتى رأينا عترتي ابطيه ، ثم قال  : (( اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت )) سبحان الله هذا الحبيب  ،

فلماذا يتكاثر البعض أن تعالج أخطاء الموظفين اليوم ويكلمون ، وإن كان في أدق الأمور ، لا يا أخي الحبيب إنه المنهج

الشرعي الذي علمنا إياه الحبيب  ، فمن تساهل في عمل أو قصر فيه أو استغله لمنفعته الخاصة ، فراتبه مدخول

فيه شبهة ، فاتق الله أيها الموظف ، وقم بعملك واجتهد فيه لتأكل حلالاً طيباً مباركاً لك فيه.

واسمحوا لي على الإطالة.
اللهم هل بلغت !


الموضوع فيه اقتباس من احدى ندوات د. ابراهيم الدويش
 
التعديل الأخير:

Element_X

بـترولـي نشيط جدا
يا جماعه فى ظاهره غريبه والله بنسبه حق العقود المؤقته للسكرتاريه الحين بنات الخليج اولى ولا الهنود ويا السوريين من يحطون وحده خليجيه عقد مؤقت شهرين ويكشونها مع العلم انه البنت تشتغل شغل والله عن 3 سكرتيرات واذا يابو هنديه او سوريه او لبنانيه اقل من شهر يتم تحويل عقدها الا عقد ثابت مو فوضه هذى
 

frfosha

بـترولـي مميز
يا خوي خل العقود شوف التعيتات لبناتنا بنات ديرتنا ، خل اقولك اتمنى تلقي نظره على سكرتاربية الاداره العليا لشركة البتول الوطنيه وتشوف العجب ماكو ولا كويتيه كلهم سوريات ولبنانيات وعاد تعال شوف لي صارت لبنانبه وماخذه توها كويتي شنو تصير والله اهي اللي تامر وتنهي صارت مره ساله معاي طبعا من فتره بعيده كان مدير من ابناء الاسره الحاكمه وطبعا من الدرجه الثانيه وبحكم تعاملي مع قسمهم لابد ان ادخل بالوثائق لهذا الشخص وبمكتب السكرتيره طبعا لبنانيه استأذنت منه بالدخول لانه طلب منى الحظور لاشرح له بعض المواضيع فقلت لها ( بو فلات موجود ؟) فردت على ( يييييييييييييه شو بو فلان من غير الشي بو فلان ) @@ فنظرت اليها باستغراب واجبتها شيخج على نفسه مو علينا احنا ويكفى انج انتي تقوليله الشيخ بو فلان ، فدخلت وانا اضحك فقال ما الذي يضحك قلت له لا سكرتيرتك تقول لازم اقولك الشيخ بو فلان فاتى بها ومسح بها القاع ، هل وصلت رسالتي الان حبيت اوضح انهم عادي ينهانون ويسكتون ما يقدرون يبطلون حلجهم بس بنت ديرته ما يقدر عليها وقااااااااااااااااااااااازره يا خوي
 

ABDULLAH

قــلــم بــتــرولــي
أعضاء الشرف
أذكر كنت مجند في الجيش في قسم و كان القسم عامر بإخوة و أخوات من دول عربية مختلفة ، مصر ، السودان ، الصومال ، لبنان ، سوريا ، الأردن ـ، فلسطين و غيره من الدول . المكان كان يضم المعلومات الخاصة لكل فرد بالقوات المسلحة من جندي إلى ضابط في مختلف الوحدات .
و غيرها من معلومات.
الكلام هذا كان في الثمانينات قبل الغزو العراقي الغاشم على الكويت الحبيبة.
طبعا مو كل الموظفين اللي ذكرتهم كانوا خونة أو مصدر تسريب للمعلومات و لكن كانت المعلومات بيدهم و مع الأسف أن الكويتيين متطمنين جدا لهم بدلا من أبناء البلد . كنا كمجندين ننتقد الوضع و لكن دون جدوى .
جاء الخميس الأسود الله لا يعوده و عرف الكل وقتها مدى الخطأ اللي كانوا فيه.
العصب الحيوي لإقتصاد البلد هو البترول و أظن أن المفروض حكر الوظائف على أبناء البلد إلا إذا دعت الحاجة لإختصاصات و خبرات نادرة
 

mohammed

بـترولـي نشيط جدا
لا حول ولا قوة الى بالله
الله يجزاك خير على موضوعك

===
اخوي frfosha
والله مشكله لا صارت اجنبيه اتهاوش واتزامر
الله المستعان
لاكن مثل ما قلت الواحد يعطيهم على قدرهم
والاحترام يجب انه يكون متبادل
 

joint.operation

بـترولـي جـديـد
تعليق

ياجماعه مو كل المسؤؤلين نفس ماتقولون هذا احنا كويتيين وعقد مع مقاول ومنكرفين كرف اليهد

واللى وظفنا يجيك علينا لان مايبي مدير هالشركه اييله ويقوله اللى وظفه مايداوم او طبيات وايد

وماقصر هالمسؤؤل وظف اللى يعرفه والى مايعرفه يبي الاجر الريال والناس تشكره على هالشي

بس فى شركات اهيا ماتبي احد يداوم شلون نترجاهم نبي نداوم وانا مازلت اقول البعض وهذا انا منكرف

ومسؤؤلي مايستحي عنده عنصريه وساكت بس الحمد الله دنا زوالهم ويفجون عننا ونفتك من ويوهم ومشكورين
 

koc1

بـترولـي نشيط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعقيبا لما نشره الزميل (old days) جزاه الله خيرا وإتماما للفائدة! أحببت أن اضيف شيئا ً قد يغفل الناس عنه ألا وهو الأكل الحرام (أكل الربا/أكل السحت/أكل الغلول**...الخ) وأمثلتها كثيرة جدا.
وهو من الأسباب الرئيسية لعدم استجابة الدعاء كما جاء ذلك على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك"
رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه -حسنه الشيخ الالباني - رحمه الله / صحيح الترغيب والترهيب

فلذلك حري بالمسلم أن يكون على علم وبينه في ماله المكتسب حتى لايقع في المحظور ويبعد نفسه وأهله و ولده عن المال المشبوه والحرام والذي يُلزم صاحبه بعدم استجابة الدعاء ومن منا لا يريد أن يستجاب دعائه!؟.

فالله أسأل أن يبعد عنا كل أكل حرام وكل شبهة وكل مكروه ويبعدنا عن المعاصي ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، يا ذا الجلال والإكرام.

أخي القارىء وفق الله لما يحب ويرضى أسوق لك كلام من كلام العلماء الاعلام رحمه الله وهو الشيخ محمد صالح العثيمين
لعل الله يهدي بكلماته من يشاء من عباده وهو على كل شيء قدير.
====
وسُئل: فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ عمن يدعو ويستبطىء الإجابة ويقول: قد دعوت الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فلم يستجب لي.

فأجاب فضيلته ـ رحمه الله ـ بقوله:

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدةً وقولاً وعملاً يقول الله ـ عزَّ وجلَّ ـ: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 06]، ويقول السائل إنه دعا الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الاية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه بأن يستجيب له، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد. والجواب على ذلك أن للإجابة شروطًا لابد أن تتحقق وهي:

الشرط الأول: الإخلاص لله عزَّ وجلَّ بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه عالم بأنه عزَّ وجلَّ قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى.

الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الحاجة؛ بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله تعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

أما أن يدعو الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وهو يشعر بأنه مستغنٍ عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط أو للتجربة فإن هذا ليس بحري بالإِجابة.

الشرط الثالث: أن يكون متجنبًا لأكل الحرام فإنَّ أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 271]، وقال تعالى: {يأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:15]، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلّم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «فأنى يستجاب لذلك»(5).

فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي:

أولاً: رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ لأنه تعالى في السماء فوق العرش، ومد اليد إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند: «إن الله حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صِفْرًا»(6).

ثانيًا: هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب «يا رب يا رب» والتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السموات والأرض ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن الكريم بهذا الاسم: {رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّنذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 391 ـ 591].
فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة.

ثالثًا: هذا الرجل كان مسافرًا والسفر غالبًا من أسباب الإجابة؛ لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيمًا في أهله، لاسيما في الزمن السابق «وأشعث أغبر» كأنه غير مَعْنِي بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجىء إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو، سواء كان أشعث أغبر أم مترفًا، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول «أتوني شعثا غُبْرًا ضاحين من كل فج عميق».

هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تُجْدِ شيئًا لكون مطعمه حرامًا وملبسه حرامًا وغذِّي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «فأنى يستجاب لذلك» فهذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوافر فإن الإجابة تبدو بعيدة، فإذا توافرت ولم يستجب الله للداعي فإنما ذلك لحكمة يعلمها الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ولا يعلمها هذا الداعي فعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فإنه إما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أن يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر؛ لأن هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم يكون قد فعل الأسباب ومُنِعَ الجواب لحكمة فيعطى الأجر مرتين: مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الإجابة فيدخر له عند الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ما هو أعظم وأكمل. ثم إن المهم أيضًا أن لا يستبطىء الإنسان الإجابة فإن هذا من أسباب منع الإجابة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي»(7)فلا ينبغي للإنسان أن يستبطىء الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويَدَع الدعاء بل يلح في الدعاء فإن كل دعوة تدعو بها الله عزَّ وجلَّ فإنها عبادة تقربك إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وتزيدك أجرًا فعليك يا أخي بدعاء الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في كل أمورك العامة والخاصة الشديدة واليسيرة ولو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديرًا بالمرء أن يحرص عليه،

والله الموفق.

====

(5) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة...، رقم (5101).

(6) رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم....، رقم(6553)، وأبوداود، كتاب الصلاة، باب الدعاء، رقم(8841)، وابن ماجة، كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، رقم(5683).


(7) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، رقم(0436)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء...، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل...، رقم(5372).

المصدر: http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17859.shtml

====
**
الربا:
في الغالب معروف عند الناس ومع ذلك قد أشكل على الكثيرين من المعاملات المستحدثة في وقتنا الحاضر لعلنا نفردها في موضوع خاص حتى لا نطيل عليكم إن شاء الله تعالى.

السحت:
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ السحت هو الحرام بأي نوع كان من أنواع الحرام، وهكذا قال تعالى: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ السحت هو الحرام كل شيء من المحرم فإنه داخل في السحت فالذين يأكلون السحت داخلون في هذا الوعيد، أو داخلون في هذا الوصف.

الغلول:
ما هو الغلول؟ الغلول هو: أن تأخذ شيئاً من الحق العام، حق المسلمين كاملاً، وهو المعبر عنه في كتب الفقه ببيت مال المسلمين، يعني: أنت موظف ومعتمد على عمل، ووظيفتك مأمور مستودع، أو مأمور إعاشة، أو كاتب، ويصرف لك أدوات مكتبية أو أدوات منزلية أو رياضية، أو أي شيء، فإنه يحرم عليك شرعاً أن تأخذ شيئاً من هذا، لا تأخذ قلماً ولا ورقة ولا ظرفاً ولا دبوساً ولا شيئاً، لماذا؟ لأنه غلول، قد تقول: هذا شيء بسيط، طيب شيء بسيط لكن الله يحاسب عليه. في إحدى الغزوات غلام من الأنصار صغير جاءه سهمٌ لا يعرف من أرسله، فوقع في صدره فمات، فقال واحد من الصحابة: هنيئاً له الجنة؛ لأنهم في المعركة، فقال عليه الصلاة والسلام: (كلا والذي نفسي بيده! إن الشملة التي غلها لتشتعل على ظهره في النار) قال أهل العلم: كان ثمن الشملة هذه درهمين، وجاء رجل في المعركة فقال: يا رسول الله أخذت شراكين قال: (شراكين من نار) انتبه لا تأخذ شيئاً من بيت مال المسلمين، ومن يستغن يغنه الله. وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (لا ألفين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته بعيرٌ له رغاء) لماذا بعير؟ لأنه أخذه من بيت مال المسلمين، فيأتي به يوم القيامة؛ لأن الله يقول: وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ [الأنعام:31] ما تأخذ من هنا إلا تأتي به يوم القيامة، كيف تأتي به؟ من أين لك وليس معك شيء إلا في النار؟ تنزل تأتي به من النار وتسقط في النار، فأنت إن لم تخلص من الآن فإنك ستموت وتتركها كلها (فيقول: أغثني يا رسول الله! فأقول: لا أملك من الله شيئاً قد أبلغتك، ولا ألفين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته بقرة لها خوار، فيقول: أغثني يا رسول الله! فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك، ولا ألفين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته شاة تجعر، فيقول: أغثني يا رسول الله! فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك، ولا ألفين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته رقاع تخفق) هذه تشمل كل ما يؤخذ من بيت مال المسلمين من الملبوسات والمفروشات والخيام والحنابل والشراشف والفنايل والبدلات والكبابيس والبريهات.. كل شيء مخصص لبيت مال المسلمين وأنت تأخذه تأتي به يوم القيامة. آخر الحديث: (ولا ألفين أحدكم يأتيني يوم القيامة وعلى رقبته صامت) صامت: يدخل فيها كل شيء من الدبوس إلى السيارة، فهذا الغلول، يقول الله عز وجل: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:161].

====

وهذا والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

====

والله أعلم​
 
أعلى