«البترول الوطنية» تتوقع إزالة الخلافات مع السعودية بشأن أرض المصفاة الرابعة

السلام عليكم


اوكسفورد بيزنس جروب: الكويت سابع أكبر منتج للنفط في العالم
«البترول الوطنية» تتوقع إزالة الخلافات مع السعودية بشأن أرض المصفاة الرابعة




لما كانت الكويت سابع اكبر منتج للنفط، وعاشر اكبر دولة من حيث الاحتياطيات النفطية المؤكدة، فان الكويت تعتبر بالفعل لاعبا رئيسيا على الساحة النفطية العالمية. وعندما يتم انجاز مصفاة النفط في منطقة الزور، واذا ما سارت الخطط المرسومة للتوسع في الصين على النحو المراد لها، فان ذلك سيتيح موقعا متقدما يزيد من اهمية الكويت ويتيح لها مزيدا من الامكانات العالية، التي تمتلك الكثير منها في الوقت الحاضر.
ذكرت ذلك نشرة اوكسفورد بيزنس جروب قائلة ان شركة البترول الوطنية الكويتية عمدت في الثلاثين من سبتمبر الماضي الى اصدار قائمة تضم 13 شركة بعد تصفية الشركات المتقدمة لمشروع المصفاة المقدرة تكلفته بما يوازي 14 مليار دولار، والمقرر ان تقام في المنطقة المحايدة بمحاذاة الحدود السعودية.

تجزئة المناقصة

وقالت النشرة في مقال لمدير تحريرها في الكويت روبرت تاشيما انه بدلا من ان تضع كل ما لديها من بيض في سلة واحدة، فقد قررت الكويت ان تجزئ المناقصة الى اربعة اقسام.
ويشتمل القسم الاول على وحدات تكرير النفط الخام، ووحدات ازالة الكبريت لمعالجة النافتا، والكيروسين والديزل. اما القسم الثاني فيشمل إنتاج الهيدروجين وتصنيع الكبريت ووحدات لمعالجة الديزل، في حين يتعلق القسم الثالث بتوفير صهاريج التخزين، اما القسم الرابع والاخير فيتناول المنشات والتسهيلات اللازمة لتصدير النفط من خلال انشاء ميناء بحري متكامل.
واذا ما استكمل مشروعها وفقا للمخطط في عام 2012، فان مصفاة الزور ستكون اضخم مصفاة نفط في الشرق الاوسط، وستبلغ طاقتها التكريرية 615 الف برميل من النفط يوميا، ليتضاءل معها مجمع تكرير راس تنورة السعودي القريب منها، البالغة طاقته 550 الف برميل يوميا.

تحديث المصافي

وفي حين يعتبر مشروع مصفاة الزور اضخم مشروع منفرد في الكويت، الا انه مع ذلك سيظل يمثل اقل من نصف الطاقة التكريرية للبلاد عندما يبدا في الإنتاج. وفي الوقت الحاضر تستطيع الكويت ان تعالج ما يصل الى 930 الف برميل من النفط يوميا من خلال محطات التكرير في كل من ميناء عبد الله، وميناء الاحمدي والشعيبة.
وعلى الرغم من عزم الكويت وقف عن العمل مصفاة الشعيبة التي تقادم عليها الزمن والبالغة طاقتها 200 الف برميل يوميا، فان عمليات التحديث المرتقب ان تخضع لها المحطتان الاخريان ستعزز الطاقة الإنتاجية لهما لتصل الى 800 الف برميل يوميا. ومن شان هذا القدر من الطاقة الإنتاجية بالاضافة الى طاقة مصفاة الزور المزمع انشاؤها، ان يرفع الطاقة التكريرية الاجمالية للكويت الى 1.415 مليون برميل يوميا. وقد خصصت شركة البترول الوطنية الكويتية مبلغ 872 مليون دولار للمرحلة الاولى من عملية التحديث في المصفاتين معا.

ارتفاع التكاليف

وقالت اوكسفورد بيزنس جروب ان مصفاة الزور لها تاريخ طويل حيث مضى على طرح المشروع للمناقشة سنوات عديدة وقبل ان تتحول الحاجة الى اغلاق مصفاة الشعيبة لتصبح امرا طارئا وملحا، وذلك في اعقاب تكرار حالات الاغلاق بسبب توقف المعدات عن العمل، فضلا عن وقوع حوادث مذهلة واحيانا مميتة في بعض الاحيان، علما بان المناقصة الاصلية للمشروع كانت قد طرحت للمرة الاولى في العام الماضي، ولكنها ما لبثت ان الغيت في شهر فبراير، بعدما تبين ان ايا من الشركات التي تقدمت بعروضها للمشاركة في المشروع قد اقتربت من التكلفة المقدرة من قبل الحكومة للمشروع، التي كانت انئذ تعادل نصف ما تقدمت به الشركات.
ويعزى الارتفاع الهائل في تكلفة المشروع بدرجة كبيرة الى الارتفاع الحاد في تكاليف مشاريع محطات التكرير، ولا سيما ان ذلك كان مصحوبا بنقص في المواد الخام، الذي جاء كنتيجة حتمية للازدهار في صناعة بناء محطات التكرير حول العالم.

ظهور المعوقات

على انه ربما تظهر ثمة بعض المعوقات التي تقف امام الانطلاق في المشروع، وذلك في غمرة تقارير تناولتها وسائل الاعلام حول نزاع من المحتمل ان ينشب بين الكويت والسعودية حول بعض مساحات الارض التي سيقام عليها المشروع. ويذكر ان شركة شيفرون العربية السعودية، وهي الذراع الإنتاجية السعودية لشركة شيفرون النفطية الاميركية لإنتاج النفط، تمتلك عقود ايجار لبعض الاراضي التي تعتزم شركة البترول الوطنية الكويتية استخدامها للمشروع.
وعلى الرغم من انها لا تستخدم تلك الاراضي في الوقت الحاضر، الا ان شيفرون السعودية ذات نشاط ملحوظ في المنطقة، حيث تقوم باختبار برنامج لزيادة دخلها من الابار النفطية من خلال عمليات ضخ البخار، وهو برنامج ربما تعمد شيفرون الى توسيع نطاقه ليشمل المنطقة المؤجرة اذا ما اثبت نجاحه.

التوسع في الصين

ونسبت اوكسفورد بيزنس جروب الى الرئيس التنفيذي السابق لشركة البترول الوطنية الكويتية سامي الرشيد ورئيس مجلس الادارة الحالي لشركة نفط الكويت قوله انه يعتقد ان من المحتمل التغلب على العقبات.
وقال الرشيد في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي " انني لست مسؤولا عن هذا الموضوع، ولكني استطيع التعبير عن اقتناعي بان الامال معقودة على الوصول الى حل».
ورات اوكسفورد بيزنس جروب ان الكويت تسعى ايضا الى التوسع في مجال الحقل. فقد اجرت شركة البترول الكويتية العالمية KPI،الذراع الدولية لمؤسسة البترول الكويتية، محادثات تمهيدية مع المسؤولين الصينيين حول شراء حصة في مشروع تسهيلات ومجمعات تخزين نفطية من المزمع اقامتها في اقليم غوانغ دونغ الجنوبي من الصين بتكلفة تصل الى 1.9 مليار دولار. وستقوم شركة الصين الوطنية القابضة لوقود الطائرات بانشاء المشروع.
واذا ما وجدت خطط البترول الكويتية العالمية القبول لدى الاطراف المعنية، فان المشروع سيساهم في تقديم الدعم الكويتي لوجود الكويت بقوة اكبر في السوق الصينية التي تنطوي على فرص كبيرة للربح. كما ان الشركة ذاتها منخرطة في الوقت الحاضر مع شركة مصفاة النفط الصينية سينوبيك في محادثات تتعلق بمشاريع تنموية تصل قيمتها الى 5 مليارات دولار لتشييد مصفاة بترول ومجمع للبتروكيماويات، من المقرر ان يكون موقعه بجانب تسهيلات ومرافق التخزين التابعة لشركة الصينة الوطنية القابضة لوقود الطائرات.
ان امتلاك الكويت لحصص في اضخم مشروعات الصين لمحطات التكرير وتسهيلات التخزين، قد يعطيها المجال الواسع للتحرك داخل الصين باعتبارها ممولا رئيسيا في السوق الصينية، تلك السوق التي تمدها الكويت في الوقت الحاضر فقط بما يوازي %2 من احتياجاتها.


جريدة الوطن
تاريخ النشر: السبت 20/10/2007