مقال هل سينتهي قطاع التكرير قريباً؟

قطاع التكرير يعد أحد الأعمدة الأساسية في الصناعة النفطية، مما له من فوائد وقيمة مضافة للشركات المستثمرة به والمنتجات التي يوفرها لأسواق الطاقة والنقل والبتروكيماويات العالمية، مما دفع باتجاه زيادة الاستثمارات بهذا القطاع المربح والاستراتيجي لمنتجي النفط عالميا.

خلال العامين الماضيين حدثت نقلة نوعية في تكنولوجيا التكرير، وتمكّنت شركة اكسون موبيل الأميركية من تحويل النفط الخام الى منتجات بتروكيماوية، المعروفة بالأوليفينات (Olefins)، مباشرة من دون عمليات تكرير للنفط الخام من خلال تقنية الـ Steam Cracking او التكسير بالبخار، مما يختصر مدة انتاج هذه المواد ويوفر 100 الى 200 دولار للطن المنتج من الأوليفينات، مما يعادل 200 مليون دولار، لكون الطاقة الانتاجية للمنشأة التي اقامتها اكسون موبيل تنتج مليون طن من الاوليفينات سنويا.

أصبح هذا المصنع، الموجود في سنغافورة، محط الأنظار، حيث توالت عليه الزيارات من مختلف العالم لرؤية هذه التكنولوجيا تطبق على أرض الواقع، ومقارنة منتجاته بالمنتجات التقليدية، مما دفع شركات مثل ارامكو وسابك السعوديتين الى عمل اتفاقية تعاون لإنشاء وحدات مماثلة (Crude to Olefins) لانتاج الكيماويات والاستفادة من قصر الوقت المطلوب، لكون خطة الانتاج لا تتطلب عمليات تكرير، ومما يعظم الانتاج ويكون المكسب من ناحيتين الأولى بكمية الانتاج بالوقت ذاته وتحقيق وفر مالي أكبر لتعظيم عوائد الاستثمار.

الميزة التنافسية لهذا المشروع تعطي مرونة أكبر للمستثمر في قطاع البتروكيماويات، حيث لا يعتمد على موردين للمواد المكررة، وتعطي هامشا ربحيا أكبر وقوة اضافية في المفاوضات على الاسعار للمستثمر اذا كانت لديه امدادات كبيرة ومضمونة من النفط الخام، كشركاتنا النفطية الوطنية، مما يحرج المنافسين الآخرين غير القادرين على الاستثمار في هذه التكنولوجيا الجديدة.

م. فراس عادل السالم

 

الله يسلمك و أشكرك على وقتك لقراءة المقال.