مسألة نفطية 11\1\2012

مسألة نفطية

!!!...ضبابية البتروكيماويات الكويتية


[align=right]
شدني اللقاء الصحافي للأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات الدكتور عبدالوهاب السعدون مع احدى الصحف الكويتية في الاسبوع الماضي عندما ذكر أن كل دولار استثمرته دول الخليج في البتروكيماويات حقق أكثر من 4 دولارات عوائد.وكما ذكر الدكتور السعدون أيضا ان حجم الاستثمارات الخليجية في صناعة البتروكيماويات حتى عام 2016 تقدر بنحو 50 مليار دولار، وتتصدر السعودية قائمة الدول الخليجية بحصتها التي تقدر من اجمالي الاستثمارات المعلنة بنحو 30 مليار دولار والتي تشكل ما نسبته %60 من حجم هذه الاستثمارات.حيث يدل هذا التصريح على ان صناعة البتروكيماويات هي احدى الصناعات المربحة وذات المردود المادي العالي، ولهذا نرى ضخامة المبلغ المستثمر في هذه الصناعة من قبل الدول الخليجية.ولكن ما شدنا في الحقيقة هو عدم وضوح مستقبل الصناعة البتروكيماوية في الكويت.فصناعة البتروكيماويات الكويتية تحتل حصة ضئيلة تقدر بـ %2 فقط من صناعة البتروكيماويات العالمية على الرغم من ان الكويت بلد غني بالنفط.اذن، يجرنا هذا الآن الى التساؤلات التالية: لماذا لا تركز الكويت على الاستثمار في صناعة البتروكيماويات؟ ولماذا هذه الضبابية في مستقبل هذه الصناعة المربحة؟ ولماذا لم تحصل على أحقيتها الكافية من ضمن المشاريع المدرجة في استراتيجية القطاع النفطي المستقبلية؟.
ان الدول الصناعية وربما العالم أجمع أصبحت في حالة ادمان تام للمنتجات البتروكيماوية، حيث بات من الواضح دخولها في تصنيع العديد من المنتجات الاستهلاكية كالملابس والقناني البلاستيكية ومنتجات الرعاية الصحية والمكياج ومساحيق الغسيل وغيرها الكثير من المنتجات الأخرى.فالكويت مازالت لديها الفرصة السانحة في كسب حصة تسويقية عالمية أكبر في هذا المجال.فالدول الأخرى المنافسة تشترى النفط الخام والغاز بالأسعار المرتفعة وبعدها تتم عمليات التكرير في مصافيها ومن ثم تمد مصانع البتروكيماويات بالمشتقات اللازمة وعليه ستكون تكلفة المنتجات البتروكيماوية من هذه المصانع عالية مقارنة مع الدول المنتجة للنفط كالكويت.ان الحكومة الكويتية بإمكانها دعم هذه الصناعة بالمعقول حتى يتم تقليل سعر التكلفة على المنتجات البتروكيماوية الكويتية لكي تستطيع المنافسة مع الدول الأخرى وكسب أسواق جديدة.
ان ما نتمناه حاليا هو وضوح معالم الاستراتيجية النفطية للقطاع النفطي لصناعة البتروكيماويات الكويتية.فهي مازالت صناعة قوية ومربحة ومرغوبة عالميا ولهذا نرى النسبة المرتفعة من الاستثمار السعودي فيها.وكما نتمنى أخيرا ألا ييأس القطاع النفطي الكويتي من صناعة البتروكيماويات بسبب الغاء مشروع الكي داو...!
< بعد الثورات العربية وتغيير الحكومات وخاصة في مصر وليبيا، أصبحت الدول الأخرى أكثر تأثرا منها.فتأثرت الأردن بعد تغيير الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وحكومته وذلك بسبب رفع أسعار الغاز عليهم بالاضافة الى التفجير المستمر لخطوط الغاز من قبل الثوار المصريين مما دعا الأردنيين الى دراسة خيار شراء الغاز من قطر وذلك لضمان استمراريته.ومن جانب آخر، نرى حكومة ليبيا الجديدة بعد رئيسها معمر القذافي قد قررت مراجعة جميع العقود النفطية الموقعة بين الشركات الأوربية ومعها، مما يعني رفع تكلفة هذه العقود النفطية وتقليل هامش ربحية هذه الشركات الأوروبية.
< نشر خبر في احدى الصحف المحلية مع بداية هذا الاسبوع مفاده ان الدول الخليجية تدرس بجدية مدّ أنبوب نفط يربط جميع دول مجلس التعاون الخليجي، ويكون مصبه في سلطنة عمان على شاطئ بحر العرب.فاذا كان الخبر صحيحا، فهو خيار سليم حتى يتم التغلب على مخرج مضيق هرمز.ومما يعني أيضا أن الحرب قادمة...!
< سألني احد الأعزاء عن توضيح ما كنت أقصده في التدخلات والضغوطات الخارجية على القطاع النفطي في مقالي السابق.ان ما كنت أقصده هو التدخلات من خارج القطاع من أصحاب النفوذ كالنواب أو التجار (وكلاء الشركات أو حتى ربما المقاولين) في تغيير سير أعمال القطاع النفطي ومشاريعه الحيوية، ولم أقصد تدخلات الدول الخارجية ولو انها محتملة...!
< شكرا للمغردة عبير السعيد على دعوتها الكريمة لي لحضور حلقة عن محافظة الأحمدي وتاريخ شركة نفط الكويت ودورها في عجلة التنمية وتطوير مدينة الأحمدي.
< أشكر الصديق سليمان البدر على اقتراحه.



م.أحمد حسن كرم
كاتب ومحلل نفطي[/align]

الوطن