سلطان سكندر

يحكى أن سلطان في سالف العصر والأوان يدعى سلطان

سكندر ,هذا السلطان كان يلبس "طربوش طويل" ولا يعرف

سبب لبسه هذا الطربوش ,إنما الأعجب في موضوع هذا

السلطان أنه كان كل فترة يحضر حلاقا ليحلق له شعر رأسه

وكان الحلاق الذي يدخل القصر لا يخرج مطلقا وليس هناك

من يعرف السر,في أحد الأيام أحضروا حلاقا وكان قد علم

أن الحلاق الذي يدخل لا يخرج مطلقا ,عندما دخل على

السلطان انكب على قدميه وهو يقسم أنه إن كان هناك

سرا فلن يبوح به مطلقا وإن سمع السلطان بمن ينطق

بالسر فهو بين يدي السلطان يفعل به ما يشاء ,رق قلب

السلطان ونادرا ما ترق قلوبهم فقال للحلاق:إن في رأسي

قرنان, تزيلهما وتحلق لي وأقسم أن لو سمعت أحدا ينطق

بذلك أفنيتك أنت وأهلك ,قال الحلاق :نعم ياسيدي لك ذلك

مرت الأيام والحلاق صامت ولكن صبره على عدم البوح بما

في صدره يشتعل كالنار الموقدة, جلس الحلاق مع معاناته

متفكرا حتى هداه تفكيره أن يذهب إلى بئر مهجورة في المدينة

ويصيح فيها مفرغا هم السر عن صدره, ذهب والتفت حوله فما

وجد مخلوقا بجانبه فصاح :سلطان سكندر لو قرنين ,سلطان

اسكندر لو قرنين ,سلطان اسكندر لو قرنين .

شعر بعدها براحة النفس والهدوء وكأن هما انزاح عن صدره,

سارت الأيام ولم تمض سنة إلا وشجرة نبتت في أعلى البئر

وما استغرق الأمر عدة شهور إلا والشجرة نمت نموا غير طبيعي

وتفرعت لها أغصان كثيرة وفي كل غصن عدد من المزامير.

فرح الصغار بالمزامير وقاموا ينفخون بها وإذا الصوت الصادر عنها

يصيح(سلطان سكندر لو قرنين ,سلطان سكندر لو قرنين ,

سلطان سكندر لوقرنين.

سبحان القادر على كل شيء والذي له في خلقه شؤون.​