الإضراب أعلى مراحل الصراع يا أصحاب القرار!!

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين​

إن الإنسان ليأسف أشد الأسف أن تصل الأمور التفاوضية بين نقابة عمال شركة البترول الوطنية وإدارة الشركة إلى أعلى مراحل التفاوض ( الصراع ) وهو الإضراب ، ولأننا نثق في مصداقية أعضاء النقابة ونعرف مراوغات إدارة الشركة تجاه ما يصب في مصلحة الموظفين ( العمال ) ، فإننا على يقين بأن النقابة لم تلجأ إلى الإضراب إلا بعد أن أوُصدت أمامها الأبواب ، وأُطفيء ذلك البصيص من النور في آخر نفق التفاوض مع إدارة الشركة .
لذلك جاء القرار بالإضراب ، وهو حق مكفول للنقابة ، كفلته لها اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 87 وأقره لها القانون الدولي في المادة 8 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية .
وإنني لأستغرب هنا هذا الرفض الغير المبرر من قبل الإدارة العليا لشركة البترول لطلبات الموظفين المشروعة ، والتي تتمثل في تسكين عدد من الدرجات في بعض الأقسام ومساواة موظفي الشركة بنظرائهم في الشركات النفطية الأخرى ؟! رغم وجود سياسة توحيد شركات القطاع النفطي ؟!
إن التكلفة المالية لهذا التسكين والتي لاتصل إلى المليونين دينار ، لاتُعد عائقاً أمام تنفيذه ، وحتى وإن تجاوزت التكلفة هذا المبلغ بعشرات المرات ، فأبناؤنا وأخواننا في شركة البترول يستحقون هذا المبلغ وأكثر ( إن لم تكن أرواحهم ترخص أمام المال عند أخواننا المسؤولين ؟! ) فهم من بسواعدهم تدور عجلة العمل ، وهم من على أكتافهم تقوم الشركات النفطية ، وبجهودهم تتحقق تلك الأرباح السنوية .
إننا لن ننسى من ذهبت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها وهم يقومون بعملهم ، ولن ننسى تلك الإنفجارات والحوادث في مصافي الشركة التي أودت بحياة الكثيرين من أخواننا في العمل سواء كويتيين أو غير كويتيين ، فجميعهم أمام الخطر سواء .. ونحن إذ ننسى ، لاننسى أن معظم أخواننا المسؤولين ممن يرفضون الآن مطالب أخوانهم العمال ، كانوا في يوم من الأيام في ذات الموقع ، يحيط بهم نفس الخطر ، وكانت لهم نفس المطالب ؟!
أتمنى أن يُعيد مسؤولوا الشركة النظر في قرار رفضهم لمطالب أخوانهم العمال ، وأن يعلموا أن " من تواضع لله رفعه " وأن التراجع عن الخطأ فضيلة ، فالقضية ليست مكابرة أو عناد ، أو كسر أنوف ، بل هي مطالبة بحقوق مشروعة لأخوان لهم يستحقون .
أما إن استمر الأمر على ما هو عليه ، وصار لابد من الإضراب لنيل الحقوق ، فليعلم الأخوة المسؤولون أنهم هم من يضرون بالمصلحة الوطنية ، وليس العمال ، وهم من يتحمل مسؤولية هذا القرار الصعب على أخواننا العمال ، بتعنتهم وإصرارهم على الرفض الغير مبرر ، وأدعوا أخواني العمال إلى الإلتفاف حول نقابتهم ودعمها وتنفيذ ما تطلبه منهم والذي لاشك هو في صالحهم ، وأن يبتعدوا عن كل ما من شأنه احباط الهمم وزعزعة المعنويات ، فالنقابة هي الكفيلة برعاية مصالحهم وحمايتهم ، وليعلموا أن الجميع معهم ، وأن النقابات الأخرى تتضامن معهم وتشد من أزرهم ، وإن هم تخاذلوا أو تقاعسوا في هذا الأمر ، فالأفضل لهم حينها أن تُحل نقابتهم وتصفّى موجوداتها ، إذ لن يكون لها أي نفع بعد ذلك ، فلا تختلفوا فيما بينكم على مشروعية هذا القرار فيفشل اضرابكم ، قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" الانفال/46 .
إن يوم الأحد القادم 19 / 10 / 2008 م يوم تاريخي ومفصلي في مسيرة العمل النقابي وتضامن العمال مع نقابتهم ، فإما نجاح تام للنقابة والعمال أو فشل ذريع لهما لن تقوم لهما قائمة بعده .​

فعلى بركة الله سيروا .. وفّقكم الله ورعاكم ، وجنّبكم الخطر والمخاطر في العمل والحياة

 

للأسف أن المؤشرات حتى الآن لاتوحي بإنفراج من قبل الإدارة ، وأعتقد أن ذلك من باب لي الذراع و اختبار الجدية لدى النقابة والعمال في تنفيذ قرارهما بالإضراب ومراهنة على تفكك الصف العمالي وفشل الإضراب .


أخوي الغالي " عمالي " : صح بدنك
أخوي الغالي " فيد قاز " : لاهنت يا الحبيب ومكاني ماليه أنت وشرواك من أخواني وزملائي في المصفاة ​

 

الأخ " نفطي مبدع " .. طيّب الله فالك ، وما يحز في النفس أن أخواننا المسؤولين في يوم من الأيام كانوا موظفين صغاراً ويطالبون بمثل هذه المطالب ، والآن يرفضونها بعد أن تبؤا المناصب القيادية ؟!!!

الأخ " بن زريق " .. كفوا والله ، ولاهنتوا جميعاً ​