ما يندرى ما صنع الدهر بهم !!!!!

كان أشعب يجول في البلاد بحثاً عن وليمة أو عرس .. بعد أن انقطعت الولائم وانعدمت الأعراس في مدينته ..
وأثناء تجوله مر بقرية من القرى قد ضربها السيل .. وكان أهلها في هم وغم مما أصابهم كما كانوا جزعين من
احتمال أن يعاودهم السيل فيغرقون .. فتقدم منهم وقد حدثته نفسه أن يحتال عليهم حتى يفوز منهم بشي
ولو مجرد أكلة ..

فبادرهم بالسلام ثم صاح:
يا قوم .. أرى أن مصابكم من السيل كبير .. فلماذا لو أطعمتوني لأريح عنكم خطر هذا السيل الجارف وأرد شره؟

فالتفتوا إليه وقال قائلهم:
وبماذا تأمرنا حتى نعطيك؟

فقال:
اذبحوا في مجرى السيل بقرة صفراء .. وزوجوني بجارية من جواريكم .. ثم اصطفوا للصلاة خلفي ركعتين لله ..
فإن فعلتم ذلك انثنى عنكم الماء إلى الصحراء .. وإن لم ينثن فدمي عليكم حلال ..

فقالوا:
اتفقنا ..

وقاموا فذبحوا البقرة .. وجاءوا بجارية حسناء زوجوها له وبعد أن أكلوا وشربوا ورتبوا لأشعب مقاماً يقوم فيه
وتوضأوا ليصوا خلفة ركعتين لله كما أمرهم ..

ولما تهيأوا للصلاة صاح فيهم أشعب:
يا قوم .. احفظوا أنفسكم ولا يقع منكم سهو في القيام أو في الركوع .. فمتى سهونا أو هفونا ذهب عملنا باطلاً ..
واصبروا على الركعتين فمسافتهما طويلة .. خصوصا عند السجود ..

وقام وكبر للركعة الأولى ثم قرأ الفاتحة وأعقبها بقراءة سورة البقرة كاملة وطول فيها حتى كادت اقدامهم تتلخلخ ..
ثم كبر وركع وطول فيها حتى كادت أقدامهم تتلخلخ .. ثم كبر وسجد سجدة ظنوا معها أنه قد نام ..
لكن لم يجرؤا على رفع رؤوسهم خشية أن يذهب جهدهم في غير طائل ..

ثم قام للركعة الثانية وقرأ الفاتحة ثم سورة النساء كاملة ثم ركع ثم سجد وطول كثيراً في السجود ثم رفع رأسه
دون أن يكبر فرآهم ساجدين .. فانسحب وانسل من أمامهم ..
ثم هرول في طريق الوادي خارجاً من القرية وتركهم ساجدين ..

(ما يندرى ما صنع الدهر بهم) ..